رواية كاملة ورائعة
المحتويات
بنبرة متفهمة
ومش عايزاك تقلق يعني لو مفكر أن بابا ممكن يعارض تعمل كدة متخافش انا كلمته وهو قال زي ما احب طالما مش هتضايق لو اتجوزت عليا
صر مكرم أسنانه وكلحت ملامحه فلم يعجبه ما تفوهت به أو حتى تفكيرها بأنه لا شيء مجرد زواج عابر فقط دنا منها بشدة فشهقت باضطراب ونظرت له بتوتر قال هو بجدية منزعجة
ارتبكت منى من حديثه الجريء معها قالت بنبرة مهزوزة
انت اټجننت ازاي تفكر أني ممكن اخليك تلمسني أنا أكبر منك ومش هسمح بده
ظهر الإرتباك عليها فابتسم فمهما اخفت رغبتها بزواج تام لن تقدر على تمنيها لذلك رد مكرم بنبرة واثقة
واكمل بنبرة موحية
يلا روحي جهزي نفسك من دلوقتي علشان
لما نتجوز
قال جملته وابتسامته الخبيثة لم تفارق وجهه ثم تركها خلفه مصډومة مرتبكة حين تفهمت مقصده ازدردت ريقها وهتفت بنبرة متذبذبة خفيضة
قليل الأدب
حديثه معها لما تنزعج منه فقد احبت ذلك منه ابتسمت منى بأنه لم يمانع في العيش معها رغم مجموعة العوارض التي تبغضها هي كونها اكبر منه ولديها أولاد من الآخر اغمضت عينيها بهيام شديد ولكن لم يدم طويلا حيث افزعها بصوته
انتي لسة واقفة متروحي يلا
انتفضت منى موضعها وتحركت موضعها لا تعرف اين تذهب فضحك مكرم عليها لم تجد أمامها سوى الركض لغرفتها لم يبتعد مكرم حين تركها ووقف يتأمل تأثير كلماته عليها بابتسامة سعيدة أراد أن يخرجها من شرودها ليخبرها بأنه استشعر رغبتها هي الأخرى في زواج حقيقي بينهم حين ناداها وافزعها تنهد بحبور حين رحلت مجرد أنه امرها بذلك وابتسم انتبه لسبب مجيئه والټفت ناحية باب جناح عمار طرق الباب عدة
في نفس التوقيت بالداخل انتهت مارية من ارتداء ملابسها وسط نظرات عمار المتيمة بها وابتسامته الجانبية مع ظلام عينيه الذي اوضح تمنيه لها كانت تشعر مارية بنظراته نحوها وهذا ما اسعدها هو حبه الذي لم يقل رغم ما افتعلته معه كل ذلك جعلها الآن تزداد عشقا له
لو مفكر انك سامحتني علشان اللي عملته معاك فانت مش لوحدك اللي بتضحي أنا مش قادرة انسى لما كنت بتمد ايدك عليا وت
ازدردت مارية ريقها بتوتر جم وهي تنظر له بأعين مهزوزة مرتبكة من نظراته نحوها ردت نافيه بنبرة متزعزعة
لأ انت كنت
صمتت لأنها ستكذب وغير مقتنعة بما ستتفوه به في حين اتسعت ابتسامة الأخير ليكمل هو بمكر اشد
كنت ايه يا حبيبتي
اجفلت عيناها وذابت بين يديه التي تدلك مؤخرة رأسها بطريقة لطيفة جعلتها تغمض عينيها قالت باندهاش
ضحك الأخير وردد بنفي كاذب
لأ أنا
رقيق ومتنكريش انك بتحبي كدة
ازاحت يده الممسكة بها واعتدلت كادت أن ترد عليه ولكن طرق الباب جعلها تصمت قال عمار بانزعاج
مين
اجابه مكرم من الخارج
أنا مكرم يا عمار جيت اطمن عليك
نظرت له مارية لتهمس بتشفي
أحسن خليك بقى قاعد معاه وأنا همشي أنا
ثم استدارت لتحمل حقيبتها الصغيرة تتفحصها لتتهيأ بالذهاب تتبعها بنظرات تتوعد لها كز على اسنانه ورد بحنق ليس عليها بل على مكرم
تعالى يا مكرم خش اطمن عليا
ولج مكرم متنحنحا باحراج ونكس بصره للأسفل ابتسمت مارية وحدثته بلطف
اتفضل يا مكرم انا كنت خارجة خد راحتك
رفع بصره نحوها واختلس نظرة ورد عليها بابتسامة خفيفة
ربنا يحفظك يا مارية
نظر لعمار وتابع
جيت اطمن على عمار اصلي مشفتوش من وقت ما كان معاكي انبارح
رد عليه عمار بصلابة وهو يشير له بأن يتقدم ناحيته
تعالى يا مكرم اقعد كنت عايز اتكلم معاك
اومأ برأسه وتقدم منه بينما قالت مارية وهي تهم بالخروج
طيب انا همشي انا بقى يا عمار
رد محركا رأسه بمعنى لا مشكلة
روحي بس متتأخريش
زمت شفتيها ولم ترد بل دلفت للخارج وتعقب خروجها متنهدا بعمق وجه بصره لمكرم الذي استفهم بجهل
انت هتسمحلها تروح هناك
رد عمار بعدم فهم
قصدك ايه عايزني امنعها تروح تشوف امها
رد مكرم بتردد
يعني انا بس بسأل علشان لو وصلهم خبر انكم بقيتوا كويسين كمان مرات عمي قالتلي انها حامل
نظر له عمار بتعابير مقتطبة رد بنفي
لا محدش يعرف مافيش غيرك انت وماما ومنى بس اللي نعرف ومحدش فينا هيقول
اطمأن مكرم وقال بحبور
طيب الحمد لله
تأفف عمار ليسأله بتجهم
ارفدت مارية لفيلة والدتها ويعلو محياها ابتسامة فرحة كونها سترى اليوم والدتها فكم استوحشتها في الفترة الغابرة ولجت مارية للداخل وهي تتجول بانظارها على اركان الفيلا باشتياق قابلتها اسماء التي تنتظر قدومها واحتضنتها ابعدتها مارية لتقول بنبرة محببة
مبروك يا اسماء محدش هيجهزك النهاردة غيري يا عروسة
ازدادت فرحة اسماء وردت بامتنان
ربنا ما يحرمني منك يا رب
قطع حديثهم والدتها التي تقف في الأعلى واعينها الجامدة عليها تكاد تفتك بها تأنت فريدة للوقت المناسب وقالت
مزيفة ابتسامة سعيدة باشتياق مصطنع
مارية بنتي تعاليلي يا حبيبة امك
رفعت مارية بصرها للأعلى لتنظر لوالدتها بحب المغدور كما تظن هي باتت نظرات الڠضب تتجمد في عينا فريدة فاليوم سينتهي كل شيء بالتأكيد كي ترتاح هي ويرتاح زوجها الذي غدرت به ابنتها قبل الجميع بعد فترة من ضمھا لها ابعدتها فريدة لتنظر لها وتسألها بلهفة زائفة
عاملة اية يا حبيبتي وحشتيني قوي
ابتسمت لها مارية لتقول بحب جارف صادق
انتي اكتر يا امي انا مبسوطة قوي اني جيت النهاردة علشان اشوفك بس
ابتسمت لها فريدة بتصنع وردت
علشان كدة قولت لاسماء تجيبك النهاردة لأنك وحشتيني قوي وكمان لما
اتجوز عليكي البت دي عرفت انك مش بتخليه يقربلك علشان كدة اتجوز حبيبة امك يا مارية
ازدردت مارية ريقها وتوترت بينما كانت القاسېة للتخلص من قاټلي زوجها ولو حتى الاقرب إليها ردت فريدة عليها بنبرة جادة
ذات مغزى
المهم دلوقتي ادخلي اوضتك ارتاحي اوضتك موحشتكيش ولا اية
ردت مارية بابتسامة شغوفة وهي تنظر لها بأعين تلمع فيهما السعادة
دي وحشتني قوي يا ماما
ردت فريدة بابتسامة زائفة وهي تشير لها بمكر داخلى
طيب ادخلي ارتاحي علشان يهمني تبقي كويسة
ابتسمت لها مارية وتركتها متجهة لغرفتها تتعبتها فريدة بنظراتها الجامدة إلى أن ولجت داخلها ادارت رأسها لتجد والدة اسماء تحمل بيدها شيء ما اشارت لها فريدة بأن تأتي ناحيتها اطاعتها الأخيرة وتقدمت منها وقفت سوسن امامها فحدثتها فريدة بنبرة ممېتة ممزوجة بتنبيه حاد
روحي ناديلي سعدية الداية وقوليلها لازم تجيلي دلوقتي واياكي حد يشوفك وانتي جيباها
راقبت خروجها من القصر بنظرات تشفي فهي تعلم ماذا ينتظرها من مصير مجهول لم تعلم به دارت شيماء في غرفتها حول نفسها لتشعر بالإنتشاء لقروب التخلص منها دون تدخل أو عناء سيكلفها وبالتأكيد الكثير وهي في غنى عن كل ذلك فما تمنته
في نفسها رجلا يكتنفها ويحتويها كي يخرجها مما هي فيه وما عانته طوال عمرها القصير رسم الشيطان امامها
الطريق الذي ستسلكه لتفعل ما بوسعها لتبقى معه تنهدت براحة تامة وهي تتخيل من الآن انتهاء امرها وإلى الأبد ارتسمت ابتسامة شيطانية على ثغرها فما
متابعة القراءة